صفه الحج ,,,

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الله سبحانه و تعالى ( و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا و من كفر فإن الله غني عن العالمين ) و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :- سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أفضل ؟ قال ( إيمان بالله و رسوله . قيل ثم ماذا ؟ قال :- ثم جهاد في سبيل الله . قيل :- ثم ماذا ؟ قال :- حج مبرور . ) و الحج المبرور هو : الذي لا يخالطه إثم .
الحج : عمل محدود ، في زمن محدود ، في وقت محدود .
و في اللغة يعني الزيارة . و لعلنا نسمع هذه الأيام من تردد كلمة الحج من بعض الفضائيات فيقولوا الحجاج لكربلاء ، و الحجاج لمعابد البوذيين في الهند و نيبال و غيرها من الدول .
و في الشرع الذهاب إلى مكة للقيام بالطواف و السعي و المبيت بمنى و رمي الجمار و الوقوف بعرفة و ما إلى ذلك من شروط الحج و واجباته .
على من يجب الحج ؟
يجب الحج على المسلم العاقل البالغ المستطيع ماديا و صحيا و هذا يعني أن لديه من المال ما يكفيه لأداء حجه و لدى عائلته ما يكفيهم من المال حتى رجوع عائلهم . و لا يجب الحج على الصغير و إن حج فهذ لا يكفيه عن حجة الإسلام . أي عند البلوغ .
أنواع الحج : - الحج ثلاثة أنواع :
1 – الحج المفرد : و هو الحج الذي يحرم الحاج فيه من الميقات و يقول لبيك اللهم بحج و يبقى محرما حتى ينتهي الحج .
2 – حج التمتع : و هو أن يعتمر في أشهر الحج ، ثم يحج بعد ذلك في نفس العام الذي اعتمر فيه .
و صفته أن يحرم من الميقات بعمرة فقط و يقول لبيك اللهم عمرة ثم يطوف و يسعى و يقصر و يحل إحرامه فيحل له التمتع بكل ما حرم عليه في الإحرام ثم ينتظر حتى يأتـي يوم التروية ( اليوم الثامن من ذي الحجة فيحرم من مكانه للحج و ينتقل للمبيت في منى .
3 – حج المقرن : و هو الذي يربط حجا بعمرة دون التفريق بينهما فيقول عند الميقات لبيك اللهم حجا و عمرة . و المقرن يجب عليه عدم خلع إحرامه عند قيامه بالحج أولا حتى يأتي بالعمرة أو عند قيامه بالعمرة أولا ثم يليها بالحج .
المواقيت المكانية في الحج : و هي الأماكن التي يحب على الحاج أو المعتمر أن لا يتخطاها دون إحرام و هي :
1 – ميقات أهل المدينة ذا الحليفة أو ما يسمى بآبار علي .
2 – ميقات أهل الشام الجحفة .
3 – ميقات أهل نجد قرن المنازل .
4 – ميقات أهل اليمن يلملم .
5 – ميقات أهل اليمن ذات عرق .
هذه المواقيت نظمها الشاعر بقوله :-
عرق العراق يلملم اليمن و بذي الحليفة يحرم المدني
و الشام جحفة إن مررت بها و لأهل نجد قرن فاستبن
الإحرام :- هو نية أحد النسكين ( الحج أو العمرة ) أو بهما معا . و على المحرم الإستحمام و النظافة و التطيب و أخذ أظافره و نتف إبطه قبل نية الإحرام و يصلي ركعتين بعد إكماله لباس الإحرام .
لباس الإحرام للرجل رداء و هو ما يلف به النصف الأعلى من البدن ، و رداء هو ما يلف به النصف الأسفل من البدن و يفضل أن يكون من اللون الأبيض الذي يستر البدن . أما المرأة فتلبس ما شاءت أم تلبس من ملابسها العادية التي لا تثير الفتنة كالملابس الضيقة أو الشفافة التي تري و لو جزءا من البدن . و لا تنتقب المرأة و لا تلبس القفازات .
صفة الحج : عن ابن عباس أنه سئل عن متعة الحج فقال : أهل المهاجرون و الأنصارو أزواج الرسول صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع ، و أهللنا ، فلما قدمنا مكة ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلد الهدي و طفنا بالبيت و بالصفا و المروة ، و أتينا النساء و لبسنا الثياب ( حج التمتع ) و قال : من قلد الهدي فإنه لا يحل له حتى يبلغ الهدي محله . ( حج القران ) . ثم أمرنا عشية التروية أن نهل بالحج فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت ( قوله المناسك :- المبيت بمنى و الوقوف بعرفة و المبيت بمزدلفة ثم رمي الجمرات و النحر للمتمتع و المقرن دون المفرد بالحج إذ لا هدي عليه ) و بالصفا و المروة ، فقد تم حجنا و علينا الهدي كما قال الله تعالى (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي ، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج و سبعة إذا رجعتم إلى أمصاركم ) .
من الحديث السابق يتبين لنا صفة الحج العامة و تتلخص فيما يلي :-
1 – الإحرام من الميقات .
2 – تسمية الحج عند النية .
3 – طواف القدوم والسعي و الحلق للمتمتع و المقرن .
4 – التواجد في منى يوم التروية ( الثامن من ذي الحجة ) و المبيت بها .
5 – الذهاب إلى عرفة اليوم التاسع و البقاء بها حتى مغيب الشمس مع التكبير و أداء صلاتي الظهر و العصر جمعا و قصرا .
6 – النفرة من عرفات إلى مزدلفة بعد مغيب شمس اليوم التاسع و الذهاب إلى مزدلفة و أداء صلاتب المغرب و العشاء جمعا و قصرا ( جمع تأخير ) و المبيت في مزدلفة مع التقاط جمرات العقبة منها .
7 – الذهاب من مزدلفة إلى جمرة العقبة الكبرى و رمي الجمرات هناك .
8 – النحر للقارن و المتمتع ( عدى المفرد إذ لا هدي عليه ) .
9 – الحلق أو التقصير للرجال و التقصير للنساء .
10- الذهاب للحرم لأداء طواف الإفاضة .
11 – الرجوع إلى منى للبقاء هناك مع رمي الجمرات على العقبات الثلاث أيام التشريق الثلاثة ( و من أراد أن يتعجل بإمكانه أن المغادرة اليوم الثاني من أيام التشريق .
12 – الذهاب إلى البيت لأداء طواف الوداع ( ليجعل آخر عهده بالبيت كما قال صلى الله عليه و سلم )
هذه فكرة عامة عن نسك الحج و هناك بعض الأحكام التي لم يتم ذكرها و على من ذهب إلى الحج و لديه أي استفسار عن الحج أو العمرة فعليه المبادرة بسؤال المفتين في الحرم حتى يبينوا له . و الله ولي التوفيق .